باريس يقلب الطاولة على فريق اتلا نتا
حول فريق باريس سان جيرمان بطل الدوري
الفرنسي تأخره بهدف إلى فوز مثير 2-1 على أتلانتا، ليتأهل إلى الدور نصف النهائي
لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ ربع
قرن.
وظل سان جيرمان متأخرا بهدف منذ
الدقيقة 26 وحتى الدقيقة 90 التي أدرك فيها التعادل قبل أن يسجل هدف الفوز
التاريخي في الوقت بدل الضائع.
كان الفريق الإيطالي الأكثر خطورة في
أول ربع ساعة وكاد يهز الشباك في الدقيقة العاشرة لولا براعة حارس سان جيرمان
كيلور نافاز، في حين كان النجم البرازيلي نيمار مصدر الخطورة الرئيسي لبطل الدوري
الفرنسي وقاد العديد من الهجمات، أبرزها في الدقيقة 18 عندما قاد نيمار هجمة من
الجهة اليسرى ولعبها عرضية أرضية أمام المرمى لكن لم تجد من يحولها في المرمى.
وبعد مناوشات هجومية متبادلة استغل ماريو
بازاليتيش، إغفال رقابته داخل منطقة جزاء سان جيرمان وسدد الكرة ببراعة لتسكن
الزاوية اليمنى لمرمى نافاز في الدقيقة 26.
وبمجهود فردي كاد نيمار يعدل النتيجة
في الدقيقة 28 عندما مر بشكل مهاري بالكرة من قرب منتصف الملعب وسدد كرة قوية مرت
بجوار القائم الأيمن لمرمى أتلانتا.
وسيطر سان جيرمان على الكرة وحاول
اختراق دفاع أتلانتا عن طرق نيمار وماورو إيكاردي وانطلاقات بابلو سارابيا من
الجبهة اليسرى لإدراك هدف التعادل، ولكن براعة الحارس ماركو سبورتيلو والرعونة في
إنهاء الهجمات حال دون الوصول لشباك أتلانتا لينتهي الشوط الأول بتقدم الفريق
الإيطالي.
وغير أتلانتا طريقته في الشوط الثاني
حيث عاد للدفاع للحفاظ على تقدمه واعتمد على الهجمات المرتدة مستغلا الاندفاع
الهجومي لسان جيرمان الذي غاب لاعبوه عن مستواهم باستثناء نيمار الذي كان الأكثر
نشاطا في الثلث الهجومي.
الفشل الهجومي دفع مدرب سان جيرمان
توماس توخيل للمخاطرة بدفع نجمه كيليان مبابي العائد من الإصابة في الدقيقة الستين
بديلا لسارابيا، على أمل أن يفك مع نيمار رموز مرمى أتلانتا الموصد.
وفور نزول مبابي غير أتلانتا طريقته
مرة أخرى معتمدا على دفاع المنطقة والرقابة اللصيقة وخاصة لمبابي ونيمار.
وكاد مبابي يسجل هدف التعادل في
الدقيقة 74 بانطلاقة من الجهة اليسرى أنهاها بتصويبة تصدى لها حارس أتلانتا، تلتها
فرصة أخرى أسهل لنيمار لكنه سددها سهلة قريبة من الحارس الذي أمسك بها.
وتوالت هجمات سان جيرمان عن طريق نيمار
ومبابي أيضا، في حين غاب إيكاردي عن المشهد نتيجة استسلامه للرقابة اللصيقة، مما
دفع توخيل إلى تبديله في الدقيقة 79 والدفع بالمهاجم إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ
الذي استفاد من انشغال الدفاع برقابة زميليه.
ومع اقتراب المباراة من نهايتها اندفع
سان جيرمان كليا للهجوم وقاد هجمات عدة أسفرت عن هدف التعادل بقدم ماركوس كوريا في
الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، الذي انهار بعده فريق أتلانتا.
وأشعل التعادل حماس لاعبي سان جيرمان
فاندفع أكثر نحو الهجوم الذي أسفر عن هدف الفوز في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل
الضائع من تمريرة رائعة لمبابي سجلها البديل تشوبو موتينغ، ليخطف سان جيرمان الفوزبالمباراة.
سيبدأ رازن بال شبورت لايبزيج مرحلة
جديدة من صعوده السريع منذ تأسيسه قبل 11 عاما فقط عندما يواجه أتليتيكو مدريد غدا
الخميس، في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
لكن رغم حداثة النادي، المدعوم من إحدى
شركات مشروبات الطاقة، بالنسبة لعشاق كرة القدم في الشطر الشرقي من ألمانيا ومنطقة
ساكسونيا تحديدا، ستثير هذه المباراة بعض الحنين للماضي بالإضافة إلى قدر كبير من
الفخر المحلي.
وكان لايبزيج يلعب في دوري الأقاليم
قبل 7 سنوات فقط لكنه صعد إلى دوري الدرجة الأولى الألماني في 2016، وواصل فتح
آفاق جديدة بالفوز على توتنهام هوتسبير في دور الـ16 لدوري الأبطال هذا الموسم
ليتأهل إلى "البطولة المصغرة" في العاصمة البرتغالية.
وقال ماركوس كروشه المدير الرياضي
للنادي: "هذه أكبر مباراة في تاريخ لايبزيج وسنفعل كل ما يمكننا لبلوغ الدور
المقبل، يملك الأولاد كافة الدوافع وسيقدمون أقصى ما لديهم".
وقد يسخر منتقدو النادي، يوجد الكثير
منهم في ألمانيا، من الإشارة إلى تاريخ النادي نظرا لحداثته، ويرجع انتقاد لايبزيج
إلى الطريقة التي أصبح بها رد بول مالكا للنادي في استثناء لقواعد الملكية في
ألمانيا حيث لا يمكن للأفراد شراء حصة أغلبية من أي ناد ما لم يكونوا أكبر
المستثمرين فيه لمدة 20 عاما متواصلة.
لكن الملياردير ديتريش ماتشيتز مالك رد
بول، نجح في التحايل على هذه القاعدة عندما اشترى ترخيص فريق للهواة في 2009 وحوله
إلى رازن بال شبورت لايبزيج وهو الاسم الذي سمح لهم باستخدام أول حرفين من اسم
الشركة أر.بي (رد بول).
لكن ما يتم تجاهله في كثير من الأحيان
خلال النقاشات بشأن الدوري الألماني هو الاعتراف بأن كرة القدم في ألمانيا
الشرقية، التي دخلت في حالة من الركود بعد إعادة توحيد البلاد عام 1990، كانت في
حاجة ماسة إلى ناد يتمتع بموارد وأفكار جديدة.
إذ سرعان ما واجهت الأندية التي تم
تأسيسها في جميع أنحاء ألمانيا الشرقية، التي كانت تشارك في البطولات الأوروبية،
صعوبات مالية وانهار العديد منها في غياهب دوري الأقاليم.
أول بطل ألماني
وربما يملك لايبزيج هيكلا جديدا
للملكية في الدوري الألماني، لكن فكرة وجود أندية جديدة بأسماء جديدة ليست غريبة
على كرة القدم في ألمانيا الشرقية التي شهدت في السابق قيام السلطات الشيوعية
بتغيير أسماء أندية بشكل متكرر مع تواصل عمليات الاندماج بينها على مدار 40 عاما
من تاريخ هذه الدولة.
وتملك مدينة لايبزيج تاريخا طويلا في
كرة القدم، ففيها تأسس الاتحاد الألماني لكرة القدم عام 1900، وكان نادي
شبورتبرودر 1893 لايبزيج واحدا بين 86 ناديا شاركوا في تأسيس الاتحاد في البداية.
وتحت اسمه المختصر في.إف.بي لايبزيج
أصبح أول بطل للدوري الالماني في 1903 وفاز باللقب مجددا بعدها بثلاث سنوات ومرة
أخرى عام 1913 كما فاز بلقب كأس ألمانيا عام 1936.
وعقب إعادة التأسيس والاندماج بعد
الحرب، ظهر ناديان من لايبزيج في ستينات القرن الماضي أحدهما لوكوموتيف والثاني
بي.إس.جي كيمي لايبزيج.
وتمتع كيمي ببعض النجاح المحلي لكن
لوكوموتيف كان النادي الأكثر نجاحا على الصعيد الدولي حيث بلغ نهائي كأس الكؤوس
الأوروبية، التي توقفت حاليا، عام 1987 وخسر في النهائي أمام أياكس أمستردام حيث
أنهى هدف ماركو فان باستن حلم الفريق القادم من ألمانيا الشرقية في النهائي في
أثينا.
وستغيب جماهير لايبزيج مجددا عن حضور
المباراة الكبيرة حيث تعني قيود (كوفيد-19) أن مباراة أتليتيكو مدريد ستقام خلف
أبواب مغلقة.
وفي عام 1987 منعت السلطات الشيوعية
عشاق كرة القدم في ألمانيا الشرقية من السفر إلى الغرب لحضور المباراة.
وكانت الليلة الكبيرة لجماهير لايبزيج
في ذلك العام في قبل النهائي عند إقصاء بوردو الفرنسي الرائع بقيادة الأسطورة جان
تيجانا بركلات الترجيح أمام 67 ألف متفرج.
ولا يوجد علاقة بين لوكوموتيف ورازن
بال شبورت لايبزيج ولايزال لوكوموتيف يلعب في دوري الأقاليم أمام جماهير قليلة.
تابعوا ايضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق